أنطونيو غوتيريش.. المدافع الأخير عن حقوق الإنسان!
أنطونيو غوتيريش.. المدافع الأخير عن حقوق الإنسان!
أحث الناس حول العالم على تعزيز واحترام حقوق الإنسان، في كل يوم، لكل إنسان، وفي كل مكان... بتلك الكلمات أختتم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالته في يوم حقوق الإنسان لعام 2023، موجها رسالة لعالم غارق في الصراعات والحروب، من السودان إلى غزة إلى أفغانستان وهايتي وميانمار واليمن، عن الحقوق التي أهدرت وعمليات القتل التي لا تتوقف والانتهاكات المستمرة بلا نهاية.
الأمين العام قال في رسالته "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو بمثابة خارطة طريق تهدي إلى السبيل لإنهاء الحروب ورأب الانقسامات وتعزيز العيش في سلام وكرامة للجميع... ولكن العالم يكاد يضل الطريق إلى تحقيق هذه الغاية فالنزاعات تستعر والفقر والجوع يتزايدان وأوجه التفاوت تزداد عمق وأزمة المناخ تشكل أزمة حقوق إنسان تلحق أشد أضرارها بأضعف فئات البشر".
وفي كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، قال الأمين العام إن حقوق الإنسان ليست رفاهية بل هي حل للكثير من المشاكل التي تواجه العالم، ودعا إلى جعلها حقيقة لجميع الناس في كل مكان متطرق إلى قضية مختلفة.
الجوع ومعدلات الفقر والمناخ.
ومن القضايا التي أثارها الأمين العام تزايد معدلات الفقر المدقع والجوع للمرة الأولى منذ عقود، والمناطق المتأثرة بشدة بتغير المناخ والتي يعيش فيها 3.5 مليارات شخص يعانون من الفيضانات والجفاف والعواصف، واستمرار معاداة السامية والتعصب ضد المسلمين واضطهاد المسيحيين والعنصرية وأيدلوجية تفوق العنصر الأبيض.
غزة... مليونا شخص بلا ماء أو غذاء أو دواء
بعد أيام من العدوان الإسرائيلي على غزة، كان غوتيريش على أبواب معبر رفح، ليطلق نداء عاجلا يطالب فيه إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، مضيفا "يوجد مليونا شخص يعانون بشكل هائل دون ماء أو غذاء أو دواء أو وقود... نحن في هذا الجانب لدينا شاحنات المساعدات هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لسكان غزة".
السودان... القتال لن يحقق أي حل
وطوال فترة الصراعات التي استغرقتها الحرب السودانية، لم يتوقف الأمين العام في توجيه الرسائل التي تطالب بوقف الحرب، واصفا ما يجري هناك بالمروع، ومؤكدا أن القتال لن يؤدي إلى أي حصل، والوقت قد حان لكي يبدأ الخصمان المتحاربان- قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو- في الحديث عن إنهاء الصراع.
حرب أوكرانيا
أمام مجلس حقوق الإنسان، وصف غوتيريش الوضع بالمتسبب في حدوث أكبر الانتهاكات لحقوق الإنسان التي نعيشها اليوم، إذ أطلق العنان للموت والدمار والنزوح فالهجمات على المدنيين والبنية التحتية أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا والمعاناة الرهيبة.
من البرتغال إلى الأمم المتحدة.
الأمين للأمم المتحدة انطلق في مسيرته داخل المنظمة على قناعة راسخة، وهي الكرامة الإنسانية للجميع، فعلي مدار السنوات الماضية عمل على تحديات مختلفة من وباء كورونا ومواجهة حالة الطوارئ المناخية وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق إصلاحات طموحة في أجهزة المنظمة.
لغوتيريش رحلة طويلة في المنظمة، مهد له من برلمان البرتغال الذي كان عضو فيه في عام 1976، و، ترأس اللجنة البرلمانية لشؤون الاقتصاد والمالية والتخطيط ومن عام 1981 إلى عام 1983 كان عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ووصل إلى منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002.
ولد غوتيريش في لشبونة في عام 1949، وتخرج من معهد ”Instituto Superior Técnico“ بشهادة جامعية في مجال الهندسة.
وشغل منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من 2005 إلى 2015، في فترة كان العالمي فيها يعاني بشكل غير مسبوق من أزمة اللاجئين خاصة في الدول الأفريقية، ومن بعدها سوريا والعراق ووفقا للأمم المتحدة فقد زاد عدد المشردين بسبب النزاعات والاضطهاد من 38 مليونا في عام 2005 إلى أكثر من 60 مليونا في عام 2015.
وفي 2016 أدى غوتيريش اليمين ليصبح بذلك الأمين العام التاسع للأمم المتحدة خلفا للأمين العام الذي انتهت ولايته بان كي مون، ومنذ ذلك اليوم لم يتوقف غوتيريش عن الدفاع عن القضايا الإنسانية وعن حقوق الإنسان وفي حرب غزة الأخيرة الذي فضل البعض الصمت والرقي، كان غويتريش صاحب الصوت العالي والكلمات الواضحة في الدفاع عن الأبرياء في غزة وانتقاد الانتهاكات الإسرائيلية، فكان يبدو وكأنه المدافع الأخير عن حقوق الإنسان في العالم!